تتكرر كل 8 سنوات
يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية مساء يوم الأربعاء وفجر الخميس 25 – 26 مارس الجاري ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في رصد كوكب الزهرة عقب غروب الشمس في الأفق الغربي وقبل شروقها في الأفق الشرقي في ظاهرة لا تتكرر إلا كل ثماني
سنوات.
والكوكب عادة لا يرى إلا في المساء أو الصباح ولا يشاهد في المساء والصباح في نفس التوقيت إلا نادراً ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى أن الزهرة سيعبر بين الأرض والشمس يوم الجمعة 27 مارس أو ما يعرف باسم (الاقتران السفلي) وهو وقوعه على خط مستقيم مع الشمس كما يشاهد من على الأرض و يكون في الاقتران عند نقطتين في مداره مرة عندما يقع بين الأرض والشمس ويسمى (الاقتران السفلي ) وأخرى عندما يكون عند الجانب البعيد عن الشمس ويسمى (الاقتران العلوي).
ومعروف أن الفلكيين عادة يشاهدون انتقال الزهرة من المساء إلى الصباح ، ولكن يوم الجمعة سيميل الكوكب بمقدار 8 درجات شمال الشمس ، وبسبب عبوره شمالها سيظهر للراصد في سماء المساء والصباح خلال الأيام القليلة القادمةوكان الكوكب
مشاهداً في سماء المساء معظم العام الماضي 2008 ولكنه الآن سوف يتحول إلى سماء الصباح , حيث سيظل كذلك بقية العام الحالي 2009م ، ويمكن رصده منخفضاً في الأفق الغربي عقب غروب الشمس. وإذا ما كانت الأحوال الجوية جيدة فيمكن مشاهدته فجر اليوم التالي فيمكن رؤيته منخفضاً في الأفق الشرقي لعدة أيام.
ويفضل أن يكون الرصد في منطقة منبسطة حتى يشاهد الأفق بدون أي عوائق ، لأن الزهرة سوف يكون منخفضاً جداً وقريباً من الأفق، وباستخدام منظار ثنائي العينية يمكن البدء في البحث عنه بعد مرور 5 إلى 10 دقائق من غروب
الشمس ، شمال ( أو يمين ) الموقع الذي غربت فيه الشمس ، وفي فجر اليوم التالي يمكن البحث عنه قبل شروق الشمس بمقدار 25 إلى 30 دقيقة ولكن شمال ( أو يسار ) النقطة التي سوف تشرق منها الشمس .
وفي المناطق الواقعة عند خط العرض 40 درجة شمالاً فالكوكب سوف يغرب عقب غروب الشمس بنصف ساعة ويشرق في اليوم التالي قبل شروق الشمس بنصف ساعة وإذا ما اتجهنا شمالاً فإن الراصدين عند خط العرض 60 درجة شمال سوف تمتد لديهم فترة رؤية الكوكب، لأنه سيغرب بحوالي الساعة عقب غروب الشمس ويشرق بحوالي الساعة في اليوم التالي قبل شروقها.
الفلكيون في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لن يتمكنوا من رصد الظاهرة والسبب في ذلك يعود إلى أن المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء سيغرب فيها الزهرة قبل شروق الشمس ويشرق عقب شروقها.
جدير بالذكر أن كوكب الزهرة أطلق عليه القدماء تسمية نجم المساء عند رؤيته في المطال المسائي بينما يعرف بنجم الصباح عند المطال الصباحي، وقد اعتقد في الماضي ولزمن طويل أن نجم الصباح ونجم المساء جسمان مختلفان فأسموهما فوسفوروس
وهسبوروس لكن فيثاغورس أدرك عام 500 قبل الميلاد أن الاثنين واحد.